الأحد، ٢٧ يناير ٢٠٠٨

احزان من الغربة

بسم الله الرحمن الرحيم
امي الحبيبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
امي ........
لا اجد ما اكتبه لك كل ما اعرف من كلمات الشوق لن يكفي لكي يصف ما احس به الان
افتقد كل شيء فيك ضحكتك و مرحك حتي غضبك افتقده
افتقد ضمتك لي يا امي لا تعرفين كم حاجتي له الان في عالم لا يرحم من يعيشون به
افتقد حتي التراب الذي تسيرين عليه

لم اكن اريد ان اخبرك لما اواجه هنا و لكن ... ليس لي صديق سواك
الغربة يا امي و ما ادراك ما الغربة هي كربة كمت يقول البعض
لست ادري اي نوع من البشر يستطيع ان يعيش كل عمره بالخارج لم اكمل حتي الان السنة و بدأت في الانهيار ,نعم يا امي الانهيار
الغربة كالليل بلا نهاية هنا العيش للعمل فقط للعمل ليس الا
لا وقت لترفيه او حتي الراحة يوم ان تتعب و تريد ان تستريح يوما تجد نفسك خارجا من العمل لا دية لك سوي حفنة نقود ستنتهي بأسرع وقت
الغريبة يا امي انني كلما تذكرت اصدقائي و هم يحسدونني علي السفر للخارج ابكي و اضحك في نفس اللحظة اضحك لأنهم لا يقدرون النعمة التي هم بها من اهل و اصدقاء و دفيء لم و لن يجدوه سوي في ارض الوطن
ابكي لأنني افقندهم افتقد الصديق في مكان لا يعرف فيه احد معني الصديق
اتصدقيت يا امي هنا الجميع لا يري ولا يبحث الا عن مصلحته فقط حتي ابناء بلدك الكل يردد نفسي نفسي
لقد قابلت هنا شابا من بلدي و اعتقدت انه سيكون صديقي في هذه الغربة و ياله من صديق لن تصدقي يا امي انه حاول كل جهده كي يطردني من العمل لم يدخر جهدا ولم يجد مكيدة الا و فعلها من اجل ذلك و عندما سألت زميل لنا و لما كل هذا ؟؟؟؟ قال لي هنا كل شخص يبحث عن مصلحته .مصلحته فقط و كل هذه بسبب خوفه ان تقفز علي كرسه
أتتخيلين يا امي اي نوع من البشر اتعامل معهم و كل هذا اواجهه وحدي
في الماضي كنت اخاف من الظلام اما الان فلم يعد يخيفني و انما الان اخشي الموت وحدي هنا لقد تركت وصيتي مع احد اصدقائي و معها هذا الخطاب اريد ان ادفن في بلدي لا اريد ان اظل غريبا حتي في موتي قد تقولين اني فقدت عقلي و لكن ليس كذلك انما العالم المادي الذي اعيش فيه انهكني حتي النخاع و جعلني افكر في الموت في كل لحظة كي لا انسي ربي كي لا تأخذني المادة مثلهم انما اريد ان القي الله بقلب سليم خالي

امي استودعك الله
دعواتك لي يا حبيبتي
ابنك الذي تعجز كلماته عن وصف حبه لك
لا اله الا الله
--------------------------------------------------
محمد رسول الله يا حبيبي

ضمت شمس جواب ابنها و هي تبكي بحرقة ربت زوجها علي كتفها قائلا: احمدي الله و استرجعي فهي و ديعة الله و لقد استردها
شمس : ان لله و انا اليه راجعون و اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
ان ما يحزنني حقا اني كنت قلقة عليه و لم اكن اعرف السبب لم اتخيل لحظة ان الغربه آلامته بهذه الطريقة رحمك الله يا ولدي
لقد ضممتك حقا و لكن لم يكن بك الروح اللهم ارحمه اللهم ارحمه
دعواتي ستستمر اليك للحظة مماتي لا تخاف يا بني لا تخاف يا حبيبي

هناك تعليقان (٢):

LOST يقول...

مش عارفه اقولك ايه!!
فكره رائعه

صدمت بموته و كاني اعرفه..
http://3ala-do2-elqamar.blogspot.com

مدام كعبولة يقول...

طبيعي يا هاجر تصدمي لأني كتبت القصة دي في حالة نفسية تحت الصفر فكانت فاجعة لكل اللي قرأوها