الاثنين، ٢١ يناير ٢٠٠٨

العهد الجديد

لا لماذا اخي ؟ لماذا اخي ؟ لماذا اخي؟
بصرخ مازن بهذه الكلمات و هو يرتمي في سرير اخيه الشهيد الذي سمع خبر استشهاده منذ قليل
لماذا أخي بالذات لما لم يذهب احد غيره كي يفحر نفسه انا احتاجه بعد موت ابي وليس لي سواه ليس لي سواه
فتح خزانة اخيه و التفظ احد قمصانه و احتضنه بشدة و ظل يصرخ : لما يا اخي تركتني وحيدا من لي سواك؟ من لي سواك؟
لك الله
التف مازن ليجد امه عند مدخل الغرفة ضاحكة مبتسمة
نظر لها مازن وقد ابتلعت الدهشة دموعه لما رأي من مظاهر فرحة في وجه امه قائلا: ابتسمين؟ الست حزينة علي فراقه؟
الام: من قال لك انني سأفتقده هو حي يرزق و لم و لن افتقده يوميا
مازن: حي؟ حي؟...حقا حي هو و لما قالوا لنا انه فجر نفسه؟
الام: يا بني هو حي عند الله الم تسمع قول الله عز وجل( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون)

مازن باكيا: و لما اخي بالذات
الام: يا بني منذ نعومة اظافر اخيك و انا احببه في الشهادة و اريدك ان تكون مثله يا بنتي الشهداء لهم الفردوس الاعلي يكونون رفقاء للانبياء
الشهيد يتشفع يوم القيامة لسبعين من اهله فلما لا يكون اخيك بالذات الا تحبه ؟ الا تتمني له الخير؟
مازن: و لما نحن كتب علينا القتال و القتل ولم يكتب علي غيرنا لما اسمع عن اطفال كل حياتهم اللعب وليس الحجارة مثلنا؟
نظرت الام لابنها الصغير مازن ذو الاربع سنوات صعب عليه ان يفهم لم تكابد فلسطين منذ ابد الدهر لم يتصارع العالم عليها منذ قديم الازل و لما نزل الصهاينة بها
ترقرت في عينها دمعة و هي تراه منهارا من فراق اخيه
نظرت له قائلة: مازن لم يقل لك اخيك انه سيبتي لك بيتا في العهد الجديد
مازن: نعم و لم افهم شيئا ولا اعلم ما هوالعهد الجديد و كيف سيبني البيت و قد تركني
الام: العهد الجديد هو الذي سنتخلص فيه من الاحتلال و تكون ارض فلسطين لنا . العهد الجديد لن يبدأ الا عندما نروي هذه الارض بدماء شهداءنا .لن يبدأ الا اذا عرفنا الله حقا و حفظنا كتابه و سنة نبيه و عملنا بهم اخيك واحدا ممن روت دماءه هذه الارض هو حجر من الف حجر لبناء ذلك العهد
ياولدي لا تبك
لا تجعل الصهاينة يفرحون اجعلهم يبكون من شموخنا و ثباتنا دولة الباطل ساعة يا ولدي و دولةالحق ليوم الساعة
مازن: و لكني افتقده يا امي انا لم اري ابي . هو كان ابي وصديقي من سيلعب معي من سيضمني و يهديء روعي و القصف ينهال علينا انا اموت كل لحظة يا امي من الرعب و الخوف لما ليس لدينا العاب و الاكل لدينا قليل من سيصرف علي هذا البيت بعد موت اخي من؟
الام:الم اقل لك الله
الله يا ولدنا خلقنا و ابتلانا بهذا الاحتلال لاننا اطهر ارض الله لن يتركنا و لن يضيعنا يا ولدي اخرج للعالم بالخارج و تقبل التهنئة بشهادة اخيك فهذا ليس موت انما هو العرس للجنة مازن لم و لن تشغلنا يوما قوت يومنا انما كل مايشغلنا هي ارضنا .مازن اريدك ان تعدني ان تحفظ القرآن مثل اخيك اريدك ان تعدني ان تكون شهيدا مثله الا تريد لقاءه؟
مازن باكيا: نعم يا امي نعم
الام: اذن عدني ان تمسح دموعك و ترفع يدك للسماء و تدعو الله ان يتقبلك شهيدا مثل اخيك .
مازن باكيا: كيف يا امي كيف ؟ و نار فراقه تحرقني هنا...
مشيرا الي صدره
الام: مازن الم تتمني بيتا يوميا بيتا به حديقة كبيرة و مسبح كالصورة التي اراك اياها اخيك
مازن مستغربا: اجل يا امي
الام: ان قلت لك ان اخيك يستحم في مسبح قصره الآن الن تفرح لأجله
مازن: قصره
الام: نعم يا ولدي
لقد وعد الله الشهداء بالجنة و الجنة ليس بها سوي قصور و كل قصر به ما يريد صاحبه حديقة او مسبح او اي شيء يريده
مازن ماساكا بيدها: حقا يا امي حقا هو لديه قصر الآن؟
الام: نعم يا ولدي و انا ليس لدي قصر حتي الآن الن تطلب الشهادة كي تنال واحدا و تأخذني معك
سكت مازن حائرا كل هذا كثيرا علي عقله الصغير دماء و قصف و دمار ووعد بقصر به ما يشاء كثير هذا علي عقله الصغير حقا

مازن: و حقا يا امي كل شهيد له قصره وحده؟؟؟؟؟
الام: نعم يا ولدي و انا لست شهيدة بعد الن تعيش للشهادة كي تأخذني معك؟
مازن ماسحا دموعه: نعم يا امي نعم سأعيش كي اكون شهيدا كي افوز بقصري و اسكنك بداخله
افلت يدها و جري مسرعا
الام: الي اين يا مازن؟
مازن:الي المسجد يا امي سأتلقي التهاني بشهادة اخي سأحفظ القرآن سأكون عبدا حقا لله عسي الله ان يتقبلني شهيدا و عساني اكون صانعا للعهد الجديد

هناك تعليق واحد:

mai يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اختي الحبيبه قصتك رائعه بجد سلمت يمينك ، اللّهم ثبت أهلنا فى فلسطين.

اللّهم أربط على قلوبهم...وشد من أذرهم...وكن معهم لا عليهم